
بقلم / ياسر أبوريدة
ثقتنا في الله لا تهتز فهو العدل الذي لا ينام والقصاص من المجرمين قادم مهما طال الزمن فميزان العدالة الإلهي لا يختل ودماء الأبرياء التي سُفكت ظلمًا ستبقى شاهدة حتى يأذن الله بالحق ويزهق الباطل
ما يحدث اليوم في السودان لم يعد حربًا عابرة بل امتحانًا أخلاقيًا وإنسانيًا كشف زيف الشعارات وأسقط الأقنعة عن كثير من النخب التي ادعت الوطنية يومًا فإذا بها تصمت أمام الجريمة وتغض الطرف عن القتلة كأن الدم السوداني لا يعنيها صمتهم اليوم ليس حيادًا بل تواطؤ يدينهم جميعًا
وفي الفاشر تجلت المأساة في أبشع صورها حيث ارتكبت المليشيا مجازر مروعة ووثقت جرائمها بنفسها بالصوت والصورة من أهل الحَرْقَة نور الدين إلى مجازر أم القُرَي وود النُورَة والتِّكِينَه وحَجَر العَسَل والمِصفَى وغيرها من الفظائع التي تخجل منها الإنسانية جمعاء ومع كل هذا يتجرأون على تسمية أنفسهم حكومة التأسيس وهي في حقيقتها تأسيس للقتل والخراب والدمار
الجنجويد لا يحتاجون إلى لجان تحقيق لتدينهم فهم يوثقون جرائمهم بأنفسهم ومع ذلك لا يتحرك ضمير عالمي ولا موقف عربي ولا حتى من يسمون أنفسهم قحاتة تجرأ على قول كلمة حق العالم يرى ويسكت كأن دماء السودانيين بلا قيمة
ومع ذلك يخرج من يصف ما يجري بأنه صراع بين طرفين يا لسخرية المصطلح فالذي يدافع عن أرضه وشرفه ليس طرفًا بل هو الحق كله وهؤلاء الذين يقتلون ويسرقون ويهدمون هم الباطل بعينه إنها معركة بين شعب يقاتل من أجل كرامته ومليشيا احترفت القتل والخيانة
الشعب السوداني ليس كغيره من الشعوب صبره ليس ضعفًا وصمته ليس خوفًا فعندما يشتد الخطب ينهض كما عرفناه دائمًا مدافعًا عن ترابه وعزته حتى آخر رمق وإن مات يموت واقفًا لأن الكرامة عنده أغلى من الحياة
وفي النهاية تبقى العدالة وعدًا من الله ويوم ما عند الله تجتمع الخصوم


